كتب : هانى رفعت إن المهام الوظيفية التي يجد المعلمين أنفسهم ملزمين للقيام بها لمباشرة مهامهم التدريسية كثيرة منها : تحضير الدرس ، وضع خطة لتنفيذه ، استخدام الوسائل التعليمية ، تقويم أعمال الطلاب . وهذه المهمات يمكنهم التغلب عليها تدريجيا بعد اكتساب الخبرة إلا أن المهمة التي تسبب لهم انزعاجا حقيقيا هي كيفية التحكم في سلوك الطالب وضبطه داخل الفصل إن ضبط سلوك الطالب داخل الفصل من أهم المشكلات التي تواجه المعلمين في أداء مهمتهم بل من أصعب المهمات . فالمعلم في حاجة إلى إزالة جميع العقبات التي تعرقل قيامه بواجباته التدريسية لأن الفصول الدراسية لا تخلو من مصادر الشغب التي يقوم بها بعض الطلاب سواء عن قصد أو غير قصد . والمعلم الذي لا يتقن أساليب التعامل بفعالية وايجابية مع هذه المشكلات سيفشل في أداء دوره كمعلم يريد أن ينجح في مهمته التي يتواجد من أجلها داخل الفصل 1- المشكلات السلوكية للطلاب وأنواعها : ا- ما هي المشكلة السلوكية ؟ هي سلوك يصدر من الطالب ويكون غير متوافق مع ما هو متعارف عليه حسب التنظيم المعمول به داخل حجرة الدراسة ( السلوك المتعارف عليه : إخراج الأدوات المدرسية ، الكتابة ، الرسم ، الكلام ، الانتباه ، التفكير ...) إما إذا صدر من الطالب سلوك مخالف لما هو ضروري أن يقوم به فهذا شغب ، وإذا لم يتوقف عند هذا الشغب طيلة الحصة وفي الحصة الأخرى ، فهذا نسميه '' مشكلة سلوكية " ب- أنواع المشكلات السلوكية : إن المشكلات السلوكية ليست كلها من نوع واحد ، وليست كلها في درجة واحدة من الحدة ، وعلى هذا الأساس يمكن تقسيمها إلى ثلاث أنواع : - مشكلة بسيطة : مشكلات تافهة مثل عدم الانتباه المؤقت ، أو الحديث مع زميل ...الخ - مشكلات مستمرة : مشكلات تستمر في الحدوث رغم محاولات إيقافها . - مشكلات رئيسية : مثل سلوك التحدي ، الاستعراض والظهور ، العدوان ، السخرية من المعلم . إن معرفة هذه الأنواع تدفعنا إلى عدم التعامل معها بنفس الأسلوب حتى لا تتعقد الأمور . فالنوع الأول : يمكن التحكم فيه بمراقبة المعلم للفصل حتى يشعر الطلاب بأنه يعلم بكل ما يدور فيه ، أو يتجاهل بعض التصرفات ، أو يتدخل بصورة غير مباشرة حتى لا يعطل سير الدرس ، وذلك باستخدام الإشارة بالأصبع أو النظرة المركزة . النوع الثاني : يتطلب التدخل المباشر ، فيبدأ بإيقاف السلوك فورا بنداء الطالب باسمه ، أو بالبحث مع الطالب حول مشكلته خاصة أذا كانت غامضة . النوع الثالث : ينبغي التعامل معه دون انفعال مع ضرورة الانفراد بالطالب وإعطائه الاهتمام اللازم مع إشراك الأسرة والمرشد الطلابي 2- أسباب المشكلات السلوكية : أي علاج للمشكلات السلوكية للطلاب يتطلب معرفة أسبابها ، ومن هذه الأسباب نمو الطلاب : تعتبر مرحلة التعليم الثانوي مرحلة متميزة بالنسبة لخصائص النمو النفسي لأنها تمثل مرحلة المراهقة التي تتميز بسرعة النمو فيها جسديا وفسيولوجيا وعقليا وانفعاليا مع سرعة تغير شخصية الفرد . وهذا ما يجعل المراهق كثير الحركة وسهل الانفعال . وإذا لم تقابل هذه المظاهر السلوكية بالحكمة ، ستتحول إلى سلوكيات عنيفة وطائشة تعكر صفو من حوله خاصة في الفصل . صنف معين من المعلمين : هناك صنف من المعلمين يكونون السبب في ظهور مشكلات سلوكية داخل الفصول الدراسية وهم الذين يتصفون بالصفات التالية : أ- الصفات المعرفية : - عدم التمكن من المادة التي يدرسونها . - عدم الإلمام بطرق التدريس وتقنيات عرض المادة . - عدم معرفة مبادئ النمو النفسي للطلاب . - عدم الإلمام بطرق التقويم . ب ) الصفات الوجدانية : - عدم الميل إلى مهنة التعليم . - سوء الاتزان الانفعالي . عدم تقبل التعامل مع الأطفال الصغار . ج ) الصفات الجسمية والصحية : - الصحة البدنية . - المظهر الشخصي . - الصوت والنطق . بالإضافة إلى هذه الصفات ، هناك بعض التصرفات يقوم بها بعض المعلمين ، تكون سببا في إثارة مشكلات سلوكية في الفصل مثل ( عدم ضبط سلوك الطلاب من البداية ، تجاهلهم لبعض التصرفات غير المقبولة فتستفحل ويصعب إيقافها بعد ذلك . البيئة المدرسية : - مثل التسيب والإهمال من قبل الإدارة المدرسية التي تنسحب من مراقبة الطلاب ، ويعرف الطلاب القابلون لإثارة الشغب إلا أحد سيعاقبهم . فيتمادون في مشكلاتهم السلوكية في الوقت الذي لا يستطيع المعلم أن يفعل شيئا بمفرده . فتعم الفوضى . - مثل اكتظاظ الحجرات الدراسية بالطلاب . - مثل عدم مناسبة المنهاج الدراسي لميولهم واستعداداتهم . - مثل مزاولة الدراسة في فصول لا يرغبون في الدراسة فيها . الأسباب الاجتماعية والأسرية : - هناك طلاب يأتون من أسر مفككة ، يكونون محرومين من الحنان والرعاية والتوجيه الأسري ، وهؤلاء يكونون ذوي قابلية لإثارة الشغب . أساليب التعامل مع المشكلات السلوكية : أ -فهم الطلاب قبل البدء في منع المشكلات ، وذلك من حيث مرحلة النمو التي يوجدون فيها والمشكلات التي يتعرضون لها أو قد تعرضوا لها في المدرسة أو البيت . ب – ضرورة منع المشكلة قبل حدوثها وذلك ب : ( التدريس الفعال الذي يشغل الطلاب بأدائهم لأنشطتهم طيلة الحصة الدراسية – مراقبة الفصل وضبط الحركة فيه من أول وهلة يدخل فيها الطالب والمعلم – ج – تجاهل بعض المشكلات السلوكية البسيطة أو التافهة . د – الثبات في الأساليب المتخذة لمعالجة المشكلات . هـ – تعلم أسماء الطلاب بأسرع ما يمكن ونطقها نطقا صحيحا ، لأن معرفة أسماء الطلاب وحفظها يساعدان المعلم على بناء علاقات طيبة معهم . و – تجنب مجابهة الطالب المشاغب أمام زملائه . ي – تجنب السخرية والتقليل من شأن الطلاب .- تجنب معاقبة كل الطلاب بسبب شغب طالب واحد – ألا يبدأ المعلم الدرس إلا بعد أن يهدأ الطلاب – إبعاد المعلم فكرة أن شغب الطلاب إهانة له . خاتمة : تحكم المعلم في سلوك الطلاب وضبطه طيلة الحصة ، يشغل اهتمام معظم المعلمين وليس الجدد منهم فقط ، وتعتبر هذه المهمة ذات طابع عالمي وتحدث حتى في المجتمعات المتقدمة . والمعلم في حاجة إلى إزالة جميع العقبات التي تواجهه وتعرقل قيامه بواجباته التدريسية . لأن المعلم الذي لا يتقن أساليب التعامل بفعالية وايجابية مع هذه المشكلات السلوكية سيفشل في أداء دوره كمعلم يريد أن ينجح في مهمته .